ربما يكون العرض الأجمل لإنتر منذ فترات طويلة .. صحيح قدم مباراة كبيرة جداً أمام تشيلسي أيضاً لكن بكل صراحة برشلونة أقوى من تشيلسي على الأقل في كيفية الضغط على منافسك وجعله لا يستطيع التنفس بإمتلاك الكرة لبعض الشيء.. أن تقدم هذا العرض أمام البرسا بالذات فأنت كبير بحق..
1 – ثلاث مهاجمين عدّائين وممرر واحد
قلتها من قبل في أكثر من تحليل في مباريات الدوري الإسباني .. برشلونة يملك دفاعاً يلعب بطريقة خطيرة لكنه لا يملك أن يلعب بغيرها.. فطريقة الدفاع المتقدم التي ينتهجها برشلونة دائماً صارت واجبة حتى تضمن عناصره إسترداد الكرة بسرعة وعدم تشتيت الإنتشار الواقع من مهاجميه على المنافس.
هي خطيرة لأنها سلام ذو حدين لأنه إن منح لاعبو البرسا الفرصة لأي لاعب من وسط المنافس الإستدارة بالكرة فتوقع هجمة مرتدة خطيرة.. برشلونة مُهدَّد دائماً عندما يواجه فريقاً يمتلك ممرر جيد ومهاجمين عدائين في غاية السرعة.
فعلها لاعبو الإنتر بسبب الكثافة "المخططة" من مورينيو في منطقة إرتداد الكرة لذلك كنا نجد شنايدر أو كامبياسو أو موتا يتسلم الكرة ويمرر بسرعة فائقة إلى إيتو أو بانديف أو ميليتو لذلك رأينا ما رأيناه من ضرب سهل جداً لمصيدة التسلل في أكثر من مرة وفرصة.
2 – زانيتي
بكل صراحة لم أصدق التقارير التي تحدثت عن إشراك مورينيو لمايكون في مركز الجناح الأيمن على أن يلعب زانيتي كظهير أيمن.. لم أصدقها لسببين .. أولهما وهو الأقل أهمية هو أن كريستيان كيفو لم ينجح بالشكل الأمثل في لقاءي الفريقين في الدور الاول وثانيهما وهو الأكثر أهمية أن زانيتي يمتلك خبرة هائلة تتيح له التعامل مع ميسي كما أن لعبه بقدمه اليمنى يكفل له تفادي –في أغلب الأحيان- المراوغة التي يشتهر بها ميسي لقلب الملعب مع تغيير الإتجاه في حركة جسمه.
زانيتي نجح نجاح ساحق وبمجرد خروج مايكون ومشاركة أبيدال ظهير البرسا الأيسر انتقل الأرجنتيني إلى الجبهة اليمنى وأغلق المنافذ أمام أبيدال الذي كان قد شكل خطورة كبيرة في الدقائق القليلة ما بين إشتراكه وما بين خروج مايكون.
تغيير ممتاز جداً لمورينيو وقد يقول قائل إن البرتغالي كان موفق في ذلك فإنتقال زانيتي كانت محتوم للجبهة الأخرى وهو غير صحيح لأنه كان من الممكن إشراك الكولومبي كوردوبا لكن مورينيو ضرب عصفورين بحجر .. أغلق الجبهة على أبيدال وأشرك كيفو في الجبهة اليسرى –اليمنى للبرسا- التي كان يعلم مورينيو أن ميسي سيتركها بمجرد تحول الكتلان إلى طريقة 4/4/2 وكيفو بقدمه اليسرى كان قادراً على إيقاف ألفيش وحده.
مجنون أنت يا مارادونا إن لم تضم هذا الرائع وإن فضلت المشاكل الشخصية على مصلحة بلدك التي تحتاج لقائد في الدفاع بعد إعتزال أيالا.
3 – جوارديولا..!
المدير الفني للبرسا ساعد الإنتر على الفوز .. هي حقيقة قد لا يريد الكتلان تصديقها لكن بإمكانهم على الأقل إعتبارها "حقيقة مؤسفة" .. بيب أشرك إبرا فجأة في مباراة لا تحتمل فيها أن تكون بعيداً عن مستواك .. مباراة لا تحتمل إلا أن تكون جاهزاً بدنياً وقوي في الإلتحامات.. بيب صرح كثيراً قبل المباراة أن مباراة إنتر ستختلف عن مباراة إسبانيول لكنه هو في واقع الأمر من اعتبرها مثلها لأنه خاف أن يتكرر السيناريو بعد أن لعب أمام إسبانيول بـ4/4/2 فعاد لطريقته رغم أن 4/4/2 في المباريات الأخرى السابقة جعلت ميسي يتألق بطريقة مرعبة وفشلت فقط أمام "الابن العاق".
لا أعلم هل هنري صار مغضوباً عليه أم ماذا ؟ لكني أتصور أن هنري كان بإمكانه فعل شيء في مباراة كهذه .. مباراة تحتاج للاعبين قويي البنية أصحاب خبرة عريضة لأن لاعبين أقل خبرة كبيدرو وبوسكيتس بالمصري "اتخطفوا"..!
برشلونة دفع ثمن الثقة المبالغ فيها التي دبت في صفوف لاعبيه لاسيما بعد الهدف الأول وكان يجدر ببيب أن يكبح جماح دفاعه الذي ابتلع الطعم واندفع أكثر من المطلوب للأمام .. لابد من الضغط بطبيعة الحال ليتحقق هدف البرسا بالضغط –كما أسلفنا- لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون كل الفريق في نصف ملعب المنافس وأنت متقدم بـ1/0 أو حتى متعادل 1/1 خارج أرضك ..!
4 – الثقــــــة
"كرة القدم أعقد من أن تكتب في سطور" .. كلما أتذكر هذه الجملة التي قالها كيكي فلوريس مدرب أتلتيكو مدريد عندما كان مدرباً لفالنسيا أدرك معاني أكثر فيها .. بالأمس رأيت معنى جديد لهذه الجملة .. قراءتك لنتيجة 2/1 بين الإنتر وتشيلسي قبل شهر لا يمنحك كل ما تريد الإحساس به من هذه المباراة.. هذه المباراة هي التي فتحت كل شيء أمام النيراتزوري .. الثقة في قدرات الفريق وقدرته على التهديف أمام أعتى الفرق حتى وإن كانا متصدرا الدوريين الإنجليزي والإسباني .. الثقة في القدرة على قلب النتيجة .. الثقة في أنه ليس شرطاً أن تتلقى هدفاً على ملعبك فتنهار.. رأيت روح مباراة تشيلسي بالأمس مع الأفاعي .. روح كانت ممزوجة بثقة لم تصل أبداً لدرجة الغرور الذي رأيته في بعض الأوقات داخل أعين لاعبي البرسا ولهم عذرهم، ففريقهم مازال الأقوى في العالم لكنه قد لا يكون كذلك بعد فترة ليست بالبعيدة إن لم يستمر لاعبوه بالتواضع الذي كانوا عليه طوال ما يقارب الـ18 شهر.
بخلاف ما سرده الكاتب .. ما هي النقاط التي تراها منحت الإنتر الفوز الذي ربما يكون الأهم له في هذا العقد...؟